كتب الشيخ / لفته عبد النبي الخزرجي / بابل
بعد سنوات من نظام المحاصصة المقيت والفساد المستشري في مفاصل وشرايين الدولة العراقية ، وبعد مرور 12 ستة مريرة ومثقلة بالهم الوطني ، ومن خلال اربع حكومات توالت على بلادنا وفقا لنظام طائفي ، وعباءة المحاصصة والتوافق السياسي بعيدا عن الدستور والمعايير القانونية ، التي يرددها السياسيون صباحا ومساء ، بعد كل هذا ، انطلقت جماهير البصرة في 31/7/2015 في تظاهرة حاشدة ، قدمت خلالها شهيدين وعددا من الجرحى ، فكانت الشرارة التي باتت تؤرق السياسيين وتدمي قلوبهم ، وهكذا امتدت نار البترول من البصرة لتنشر نورها في فضاءات الوطن المستباح من الاحزاب الدينية والتي نهبت البلاد وقسمته الى اقطاعيات .
وهذا هوالاسبوع الخامس وما زالت التظاهرات تستقطب المزيد من ابناء شعبنا ، الشياب هم العنصر الاكثر حضورا والاشد حماسا للتغيير ، ولم تتخلف المرأة عن اداء دورها في هذا الحراك المدني ، فكانت شامخة متألقة في حضورها وادائها المتميز وهي تلوح بعلم العراق واصابع النصر .
ومما يثلج الصدر ، ان المرجعية الدينية الموقرة ، قد كانت وما زالت عونا وسندا قويا للمتظاهرين وتحثهم على بلورة مطاليبهم وعدم التفريط بهذه الانتفاضة الباسلة ومواصلة الضغط على صانعي القرار لاجراء اصلاحات جذرية تلامس حياة المواطن وتقدم له مزيدا من الخدمات في مختلف مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والخدمية .
وهكذا اطلق رئيس مجلس الوزراء الحزمة الثالثة في عملية الاصلاح المتواصلة ، وقد جاءت هذه المرة لتفتح النار على الحيتان الكبيرة وتقلم اظافرها ، من خلال استعادة الاموال والاراضي والعقارات التي استولى عليها رجال الاحزاب والمتنفذون والفاسدون والانتهازيون . لقد تم الاستيلاء على عقارات الدولة بشكل فاضح ودون سند قانوني ، حيث اصبحت القصور الرئاسية والاراضي الحكومية وغيرها ملكا مشاعا لهؤلاء الافندية الجدد الذين سطوا على ممتلكات البلاد وصادروها لمنافعهم الشخصية ولاحزابهم .
ولن تتوقف عجلة الاصلاح ، كما لن تتوقف عجلة الحراك المدني والحضاري ، وما زال الدرب طويلا .
